وقد ترجم هذا المقياس بمعرفة مركز الطب النفسي بجامعة عين شمس في القاهرة،كما استخدم في دراسة قام بها باحثون من قسم الطب النفسي بالجامعة نفسها عام 1994 م لدراسة أعراض الوساوس القهرية على عينه من المصريين، ومقارنتها بنتائج مماثلة في أنحاء شتى من العالم ،واستخدم أحمد عكاشة هذا لمقياس في دراسة حديثة عام 2001 م على عينة من العرب المصريين شملت( 90 ) مريضاً, ويتكون المقياس من( 74 ) فقره ( أبو هندي,2003ص206-208).
وقد قام كاتب هذه السطور بإجراء تعديلات على هذا المقياس بصيغته المصرية المعربة , وبما يناسب البيئة اليمنية, و تضمن ذلك تعديل طريقة صياغة الفقرات من الصيغة الاستفهامية( هل يحدث أحيانا أن تراودك أفكار مخيفة عن إيذاء نفسك ؟) إلى الصيغة التقريرية التي تبدأ بفعل مضارع ( تراودني أفكار مخيفة عن إيذاء نفسي ).
ثم عرضت الفقرات على مجموعة من الأساتذة في علم النفس لإبداء آرائهم في صلاحيتها لقياس الوساوس القهرية في البيئة اليمنية. وقد أسفرت هذه العملية عن اختصار الفقرات إلى(44) فقرة.
أما بدائل الاستجابة فإنها في الصيغة الأصلية ( كانت – مازالت ) وأصبحت في الصيغة الحالية اليمنية خماسية وعلى وفق طريقة ليكرت (يحدث لدي باستمرار– يحدث لدي كثيرا – يحدث لدي باعتدال – يحدث لدي قليلا – لا يحدث لدي إطلاقا), وتتراوح أوزان الاستجابة على هذه البدائل من(1- 5).
وبذلك يصبح المقياس ( بصيغته اليمنية المختصرة) من ضمن وسائل التقرير الذاتي التي تتيح للمستجيب أن يقرر وجود العرض الذي تدور حوله الفقرة من عدمه لديه باختيار البديل المناسب على مدرج الاستجابة.
وتم إجراء التحليل العاملي للبيانات الخاصة بالفقرات ال(44) بطريقة المكونات الرئيسيةComponents Principall .وأديرت المحاور بطريقة الفاريماكس Varimax . وتم اعتبار التشبع المقبول هو الذي يبلغ (0.35) فأكثر, وباستخدام محك الجذر الكامن واحد صحيح للتوقف عن استخلاص العوامل,حيث أنه يعد معيارا مستقرا قابلا لإعادة الاستخراج ( احمد عبد الخالق, 1994, ص114). وتبين وجود احد عشر عاملا استوعبت (55.46) من التباين الكلي, استبعد الباحث منها خمسة عوامل كان ترتيبها السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر, وذلك نظرا لتشبعها بمتغيرين فقط. حيث أن تشبع ثلاثة متغيرات على العامل
قد تكون بمثابة الحد الأدنى لتقرير هوية العامل (عيسوي,1994, ص71). وبهذه الخطوة أصبح المقياس يتكون في صيغته النهائية من(32) فقرة ذات تشبعات جوهرية موجبة, تتوزع بين ستة عوامل أحادية القطب.
العامل الأول: وساوس التحقق أو التأكد القهرية.
العامل الثاني: الوساوس العدوانية القهرية.
العامل الثالث: وساوس التلوث والخطيئة القهرية.
العامل الرابع: وساوس النظافة القهرية.
العامل الخامس:الوساوس الجنسية القهرية.
العامل السادس: وساوس التجميع والتخزين القهرية.
ثم صيغت الفقرات ال(32) في استبيان جديد,وحسبت القوه التمييزية لها بطريقة المجموعتين المتطرفتين,حيث رتبت الاستمارات ال( 400 ) تنازلياً وفقاً للدرجة الكلية واعتمدت نسبه( 27 % ) من الاستمارات الحاصلة على أعلى الدرجات, ومثلها من الاستمارات الحاصلة على أدنى الدرجات, بحيث أصبح عدد الاستمارات الخاضعة للتحليل ( 216 ) استمارة, بواقع ( 108) استمارة لكل مجموعه. ولمعرفة طبيعة الفروق بين المجموعتين في كل فقرة من فقرات المقياس طبق الاختبار التائي لعينتين مستقلتين, وتبين أن القيم التائية المحسوبة تتراوح بين (14.23- 4.66 ) وهي دالة معنويا عند مستوى (0.05).فأقل. مما يعني أن الفقرات تميز بين أفراد مجتمع البحث الحاصلين على درجات عليا وأقرانهم الحاصلين على درجات دنيا في الوساوس القهرية( أفكار وأفعال ).
ثم حسب الاتساق الداخلي بين الفقرات بطريقة الارتباط بين درجة الفقرة والدرجة الكلية للمقياس. وأسفرت النتائج عن أن جميع الارتباطات تتراوح بين(0.57- 0.27), وجميعها دالة معنويا عند مستوى(0.05).
وبلغ معامل ثبات المقياس Reliability of the Scale بطريقة ألفا كرونباخ ( 0.86). وهو مرتفع, ويشير إلى أن فقرات المقياس متسقة مع بعضها في قياس الوساوس القهرية.
إن هذا النوع من الثبات يطلق عليه المهتمون في القياس النفسي ومنهم( 1981 , Fransella ) بالاتساق الداخلي Internal Consistencyوالذي يعد أحد مؤشرات الصدق.