دكتور/ نجيب الصبوة فى محاضر ( غسيل الدماغ )

فى ندوة ثقافية نفسية بالمجلس العلى للثقافة، وجلسة علمية دسمة بعنوان غسيل الدماغ بين الواقع والخيال قدم الأستاذ الدكتور محمد نجيب الصبوة أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة وعضو الرابطة محاضرة نظمتها لجنة علم النفس بالمجلس الأعلى للثقافة يوم السبت. الموافق ٢٤ أبريل ٢٠١٠وحظيت المحاضرة بحضور كثيف لجمهور متعدد التخصصات والاهتمامات من صحفيين وأعضاء هيئة تدريس جامعي وطلاب دراسات عليا والجمهور العادي طوف بنا الأستاذ الدكتور/ محمد نجيب الصبوة، أستاذ علم النفس الإكلينيكى بكلية الآداب جامعة القاهرة، فى عالم رحب من نتائج الدارسات العلمية الرصينة.أدار اللقاء العلمى والحوار الثقافى الأستاذ الدكتور صفوت فرج أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، والذى أشار لما يحدث أحيانا من غسيل الدماغ المجتمعي والذى تمارسه بعض أنظمة الحكم الديكتاتورية على شعوبها فتقبل هذه الشعوب –جماعات وأفراد – أشكال الظلم والتعنت التى تمارس ضدها بل وتقتنع أحيانا بما يمارس ضدها من تلقين لأفكار وممارسات لا إنسانية. بدأ الأستاذ الدكتور محمد نجيب الصبوة بتوضيح المعنى العلمى لغسيل الدماغ مشيرا إلى

كونه " تلك العمليات والإجراءات المنظمة المقصودة، التي تتم في ظل ظروف صدمية، أو ضاغطةعلى الأقل، يقوم بها فرد أو جماعة ضاغطة مسيطرة، على فرد أوجماعة خاضعة أسيرة ضعيفة،بهدف إقناعها قهريا بأفكار وقيم ومعتقدات واتجاهات وأنماط سلوكية جديدة تحل محل أفكارها وقيمها ومعتقداتها واتجاهاتها التي كانت تعتنقها."أو ما تطلق عليه مارجريت أستاذ Margaret Singer سنجرالسيطرة الذهنية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، اسم عمليات غسيل الدماغ، "الإقناع القسري"، وترى أنه نظام من الإجبارالنفسي القهري يتم باستخدام أساليب نفسية تؤدي إلى تعلم أيديولوجية جديدة.ثم قدم نبذة تارخية عن عمليات غسيل الدماغ مشيرا إلى أمر لعل كثير من المتخصصين فى علم النفس لم يلتفتوا له أولم يعرفوه،وهو ما حدث بعد تجربة بافلوف

الشهيرة عن الاستجابة الشرطية لتجاربه على الكلاب والتى مكنته من جعل الكلاب فى تجربته تقوم بإفراز اللعاب بعد سماع صوت الجرس حتى من دون تقديم الطعام. حيث هطلت أمطار وسيولاأغرقت المختبر ونفقت عدة كلاب، وما بقي منها على قيد الحياة نسيت كل شئ ولم تعد تستجب للطعام ذاته. وكان تفسير بافلوف لذلك أن بقاء الكلاب عالقة من دون ماء ولاغذاء، تحت ظروف البرد القارس والعزلة التامة والضغوط الحادةجعلتها تخضع لحالة من غسيل الدماغ، نتج عنها فقد كل ما لديها من خبرات سابقة ونسيان كل ما تعلمته، فهداه ذلك التفسير لإجراء تجارب إكساب الكلاب العصاب التجريبي ثم تخليصهم منه، لتفسيرما يحدث بسبب عمليات غسيل الدماغ. وبعد أن استعراض المحاضر لنشأة المفهوم وتاريخه، تعرض لسمات شخصية قادة هذه الجماعات المتطرفة، وكذلك وما يتصل بمراحل استجابة الدماغ لعمليات الغسيل وكيفية حدوث ذلك،والأساليب المتنوعة لغسيل الدماغ.وكذلك السمات الشخصية للأفرادالأكثر قابلية للتعرض لغسيل الدماغ، والفروق بينهم وبين غيرهم الأكثر صلابة وقدرة على مواجهة عمليات غسيل الدماغ.واختتمت المحاضرة بالإشارةإلى أن حدة هذه الأعراض تتوقف على عوامل عديدة، أهمها تماسك الشخصية أوتفككها، ومدة التعرض لعمليات غسيل المخ، وتكرارها،وأنواع الأساليب المستخدمة العنيفة منها في مقابل الضعيفة، والاستعداد الوراثي والبدني والقدرة على المقاومة والصلابة النفسية،وتحدي مواقف غسيل الدماغ،والقدرة على تحمل الضغوط النفسية، ورسوخ القيم والمعتقدات التي تعمل كخطوط وقائية ضد ما نتج عن التعرض لعمليات غسيل الدماغ.

» العين مفتاح عطب الدماغ
» الحساب مرتبط بالمادة الرمادية في الدماغ