كتاب جديد فى علم النفس الاكلينيكى

يبدأ الأستاذ الدكتور صفوت فرج، أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة القاهرة، فى كتابه علم النفس الإكلينيكى، من حيث انتهى الكثيرون من الباحثين والمؤلفين فى هذا التخصص العلمى الدقيق والذى تتضاعف فيه البحوث العلمية بسرعة، فهولا يركز فى مصنفه على أبجديات التخصص، ومفاهيمه الأولية والتى تتوافر فى عدد لا بأس به من المؤلفات العربية المتاحة للباحثين، بل يدلف بعمق إلى تلك القضايا الجوهرية، والمهارات الدقيقة، والمعرفة المتعمقة التى يجب توافرها لدى المتخصصين فى المجال النفسى الاكلينيكى، تلك الأمور التى تمر عليها بعض المؤلفات العربية، والأجنبية أحيانا مر الكرام، فيلقى المؤلف عليها مزيدا من الضوء، ليلفت إليها نظرا العاملين الممارسين، وكذلك الباحثين فى هذا التخصص الدقيق. يأتى كتاب علم النفس الإكلينيكي الصادر عن مكتبة الأنجلو المصرية فى حوالى ٤٠٠ صفحة من القطع المتوسط، مشتملا على عشرة فصول، وثبتا بالمصطلحات العلمية الأساسية فى المجال. يعرض القصل الأول إلى التطور التاريخى لعلم النفس الاكلينيكى بداية من سقراط وأبقراط ثم عصورالظلام

والنهضة الأوربية، وصولا إلى ظهوره كعلم نظامى، وأبرز العوامل التى أسهمت فى ترسيخه. ولكن اللافت للنظر عدم التعرض إلى إسهامات الحضارة العربية فيما بين العصر اليونانى وعصر النهضة الأوربية بما لها من إسهامات ومحاولات فى رصد

الظواهر المرضية والنفسية وعلاجها وما قدمه ابن سينا فى كتابه الأشهر القانون، والغزالى، والرازى وغيرهم.

يتناول الفصل الثانى الصلة بين علم النفس الإكلينيكى والتخصصات القريبة، سواء كانت من فروع علم النفس المختلفة أومن تخصصات علمية أخرى كالعلوم الطبية أوعلم الاجتماع.

أما الفصل الثالث فيتناول متطلبات الممارسة الإكلينيكية، مثل تأهيل وإعداد الأخصائى النفسى الاكلينيكى، ونظريات التعلم وعلم النفس المعرفى، والشخصية، وكذلك مناهج البحث والتجريب الاكلينيكى،

واستكمالا لذلك يعرض الفصل الرابع إلى التدريب الاكلينكى للممارسين، ومحكات القبول فى التدريب المتخصص، ونماذج

متعددة لنظم التدريب.

وتتناول الفصول الخامس والسادس والسابع، قضايا جوهرية فى التصنيف والتشخيص السيكاتري، والتشخيص النفس الاكلينيكى، والتشخيص النفسى العصبى، على التوالى، شارحا وموضحا لجوانب كل منهم وأهميتهم، والأدوات المستخدمة فيهم، والشروط الواجب توافرها للاستخدام الدقيق لهذه الأدوات، فضلا عن الدلالات الإكلينيكية المختلفة التى يخرج بها الباحث والممارس النفسى الاكلينيكى.

ويتناول الفصل الثامن بالتفصيل مناهج البحث الإكلينيكية، موضحا المفاهيم البحثية والعينات الإكلينيكية وأساليب المعالجة الإحصائية المختلفة، وتصميمات تجارب الحالة المفردة.

ويعرض الفصل التاسع إلى أساليب العلاج النفسى المتعددة. بدء من العلاج السلوكى ونشأته وتعدد مسمياته، وأوجه النقد الموجه له، ثم العلاج المعرفى ومفهوم المخططات المعرفية. وأخيرا أساليب العلاج المعرفى السلوكى المتعددة وأهدافه وفنياته.

أما الفصل العاشر والأخير فيعرض للمعايير الأخلاقية للممارسة الإكلينيكية سواء كانت فى البحث والنشر العلمى، أو التقييم، أو تقديم العلاج. مقدما لهذه المعايير بالتفصيل ومن المسئول عن إصدارها، والجوانب المتعددة لتطبيقها وتفعيلها فى المجال النفسى الإكلينيكى. لينتهى الكتاب فتجد نفسك أشبه ما تكون بمن اجتاز مقررا متقدما فى علم النفس الإكلينيكى، وأن الكتاب لفت نظرك لجوانب عديدة ربما لم توليها العناية الكافية أو حتى تعرف بوجودها سواء أكنت باحث أم ممارسا للعمل فى هذا التخصص المهم.

» كتاب جديد بالرابطة في علم النفس الصناعى
» أضواء على النفس البشرية
» السَّعادةالحقيقية وعلم النفس الإيجابي
» علم النفس المهنى بين النظرية والتطبيق
» صورة الذات وقبول النفس