التشريط العصبي يقوم بمهمة الإنذار المبكر والحماية للإنسان

في دراسة قام بها فريق من الباحثين في قسم الأعصاب بكلية يونيفرستى البريطانية قدموا خلالها عددا من الأشكال الهندسية المجردة ( مربعات ودوائر ومثلثات ) على التتابع لمجموعة من الأشخاص يعقب عرض بعضها صدمة كهر بائية خفيفة لا تؤلم أكثر من شكة دبوس ، لم يتمكن عدد من المفحوصين من تذكر تسلسل عرض الأشكال على الرغم من أن المسح بالرنين المغناطيسي اظهر أن منطقة في قشرة المخ بالإضافة إلى منطقة أخرى نشطتا بما يعنى توقعهما لظهور المنبه التالي في سلسلة المنبهات المعروضة وأن المخ سجل المعلومات بطريقة صحيحة . وبهذه الطريقة يمكن فهم كيف تتم عملية التشريط العصبية حيث يربط المخ بين أحداث معينة والخبرات المؤلمة التالية لها، من ذلك أن رؤية الدائرة ستتبعها خبرة مؤلمة ، وهنا يقوم المخ بالإجراءات المناعية اللازمة إزاء الدائرة ، كما أن ظهور المربع مثلا ، السابق عرضه قبل الدائرة قد يستثير مشاعر الخوف وترقب ظهور الدائرة التي تحمل الخطر ، وقد يؤدى التدخل العصبي في هذه الحالة لكف هذه العملية التشريطية للقضاء على مشاعر الألم والخوف التي يشعر بها الكثيرون دون أن يدركوا أسبابها أو تسلسل الأحداث التي تستثيرها . غير أن هذا سيؤدى من ناحية أخرى إلى حرمان الإنسان من جهاز الإنذار المبكر الذي يحميه من الكثير من المخاطر ذات السلسلة المنتظمة من الأحداث الصغيرة التي قد تبدو غير مترابطة .