اساليب التنشئة الاسرية الخاطئة

" الأساليب الأسرية الخاطئة فى التنشئة الاجتماعية "

يعد من أخطر أشكال المعملة الوالدية غير السوية أو أساليب التربية الخاطئة والتى تؤدى الى الكثير من الاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية تلك الأشكال والأساليب التربوية التى تتمثل فيما يلى :

1) " الحرمان : "

ويعمل على منع الطفل من أن يحصل على احتياجاتة , وقد يمثل هذا الاحتياج الحاح أو قيمة لدى الطفل .
وقد يأخذ الحرمان أشكالا مختلفة مثل حرمان الطفل من عطف الأم أو الأب أو الاثنين معا , وغالبا ما تظهر آثار الحرمان فى سلوك هؤلاء الأطفال فى صورة أعراض سلوكية مختلفة كالانسحاب من المواقف المختلفة التى يشعرون فيها بالضغوط الشديدة , ويستجيب كثير من الأطفال لتجربة الحرمان بتحطيم العائق القوى الذى يعوق بينهم وبين تحقيق أهدافهم دون اهتمام بالنتائج فيتخذ سلوكة أشكالا منحرفة كالسرقة والتخريب أو أشكالا انسحابية مثل الهروب من المدرسة أو المروق .

2) "الاهمال :"

فالحالات التى يقوم فيها الوالدين باهمال أبنائهم تأخذ أشكالا متعددة , فهناك الاهمال البدنى أو العاطفى أو الوجدانى , هذان الشكلان متلازمان , ويرجع الاهمال البدنى الى عوامل اقتصادية أو اعتلال صحة الوالدين أو أحدهما أو الجهل .
أما الاهمال العاطفى وهو الأخطر فيكون دائما نتيجة لعدم اتزانلوالدين انفعاليا أو مرضهما العقلى أو اضطراب صحتهما النفسية . أما المظاهر السلوكية التى تؤدى الى شعور الأبناء بالاهمال فهى متنوعة ومنها عدم الاهتمام بالأطفال , أو عدم حمايتهم أو عدم تقديرهم , وانفصال الطفل عن والدية أو أحدهما يشعرة بأنة مهمل دون رعاية , ومن بين الأسباب التى تؤدى للاهمال كثرة عدد الأبناء وازدحام المسكن وكثرة المشاكل بين الوالدين وانعكاس ذلك على الأطفال فى صورة اهمال .

3) " النبذ :"

ان شعور الطفل بأنة غير مرغوب فية أو أنة منبوذ يجعلة مضطربا , يشعر بالعداء لكل من يحيط بة , ويوجة العداء الى مصدر النبذ الذى وجهة الية . ويقسم النبذ الى صنفين الأول هو" النبذ الدائم منذ البداية " , وفى مثل هذة الحالات لا يشعر الآباء بحبهم لأبنائهم , والثانى يكون على شكل" تجاهل لرغبات الأبناء " ومن بين الأسباب المؤدية للنبذ مجىء الطفل على غير رغبة الوالدين , أو يكون الطفل رمزا لعلاقات أسرية مفروضة على الزوجين , ومن مظاهر النبذ التهديد المستمر بالطرد , والاذلال , وتفضيل الاخوة , وكثرة التحذيرات , ومن أهم الآثار الخطيرة للنبذ على شخصية الطفل تعريض الطفل نفسة للخطر بغرض لفت النظر لة , وقد يقاوم أى شكل من أشكال السلطة , كما يعجز عن ممارسة الأخذ والعطاء .

4) "الافراط فى العقاب :"

يأخذ العقاب شكلان أحدهما بدنى والآخر نفسى او كلاهما معا , وما نعنية بالافراط هو الوصول الى درجة شديدة جدا , ومن هنا تتجلى نواحى خطورتة وبالتالى لا يحقق الهدف منة , وذلك لأنة يستغل ضعف الطفل وعجزة لعدم وجود توجية سليم , كما أنة يؤدى الى الشعور بالظلم مما يدفعة الى الاستكانة والخضوع أو العصيان والمعارضة , وكثيرا ما يؤدى ذلك الى نشأة الضمير المتزمت القاسى لدى الطفل .

5) " الافراط فى التسامح والتساهل :"

اذا كان الافراط فى العقاب لة آثار ضارة وخطيرة على التكوين النفسى للطفل , فان المبالغة والافراط فى التسامح والصفح والتساهل من جانب الوالدين لها آثار خطيرة وسيئة على شخصية الطفل وعلى تكوينة , وقد يستخدم هذا الاسلوب نتيجة لدوافع شعورية بسبب وفاة الأب أو كثرة غيابة أو تدليل الطفل من كبار السن بالأسرة أو تنافس كل من الأبوين المنفصلين بالطلاق فى اظهار حبهما للطفل لمحاولة حذفحذفبة . وقد يستخدم هذا الاسلوب لدوافع لا شعورية مثل حرمان الأم فى طفولتها من العطف وحب والديها , فتغدق على أطفالها بالحب , وقد يشعر بعض الآباء بكراهية لأحد أبنائهما مع شعورة بالذنب لذلك فيبالغ فى العطف علية . وهذا الأسلوب يخلق أطفالا لا يستطيعون الشعور بالمسئولية أو تحملها , مع عدم نضجهم انفعاليا , مما يؤدى الى مزيد من أنانية الطفل .

6) " طموح الآباء الزائد :"

يتضح ذلك النوع من الطموح فى اهتمام الآباء الزائد بأعمال أبنائهم الدراسية أو يتدخلون فى ميولهم العلمية أو اتجاهاتهم الدراسية أو اختيار مادة معينة , أو نوع معين من الدراسة يؤدى الى وظيفة معينة , ومن مظاهرة ايضا شعور الآباء بالضيق والمرارة والقلق اذا ما حصل الطفل على درجات غير مرضية وتزداد خطورة هذا الاسلوب اذا كان الطموح يفوق قدرات الأبناء أو لا يتماشى مع ميولهم أو رغباتهم . وتتجلى خطورة هذا الاسلوب فى فشل الابن نتيجة للمسئوليات الملقاة علية والتى تفوق قدراتة , والامتناع عن تحمل المسئوليات بمختلف صورها مما يؤدى الى ظهور مقاومة السلطة .